‘عن أشواق تشرين‘ للشاعرة د. روز اليوسف شعبان، بقلم: محمود شقير
حين نتأمّل قصيدة "أشواق تشرين" التي حمل هذا الديوان الشعري عنوانها، سنجد أنّ أبرز العناصر التي تضمّنتها القصيدة مبثوثةٌ في مجمل الديوان،
الشاعرة د. روز اليوسف شعبان
وربّما لهذا السبب كان اختيار عنوان القصيدة ليكون عنوان الديوان.
أقصد هنا الاحتفاء بالطيبعة وبكل ما تجود به من خير وعطاء، حيث الفضاءُ المزهر والريح والمطر والنعناع والحبق والعنّاب والزهر، وأقصد كذلك علاقة الحب التي تربط المرأة بالرجل، حيث القلبُ المزهر والتوق والتراتيل والدمع والوجد والوله والأشواق.
غير أن هذه العلاقة وما تزخر به من تفاصيل لا تحدث في فراغ، فهي محكومة بمكان موصوف في القصيدة على نحو يبشر بالخصب والنماء، وبزمان هو زمان الخريف الذي يشي بنهاية ما لكي تفسح هذه النهاية في المجال لبداية جديدة أو لتجدّد مأمول برغم الصعوبات. نقرأ في القصيدة:
"وتلك الساعة تُنذرُني
مضى الزمان!! فهل تُقْبِل؟"ص21
ونقرأ:
"فهل تشرينُ
يحملُ لي
عطرَ فؤادِكَ الأندر؟" ص21، 22 .
وهكذا، فإن الشاعرة تنسج بلغة جميلة رؤيتها للوطن وللحبّ ولكل ما يجعل الحياة أكثر سموًّا ورفعة وجمالًا، وتوظّف موجودات الطبيعة وأشجارها وزهورها ونباتاتها لبلوغ غايتها النبيلة، وتجعل من الرومانسية التي تتعالى على الهموم اليوميّة المشخّصة سبيلها لتجنّب خشونة الحياة، ولبلوغ المرغوب فيه الجدير بالتأمل فيها، وتحرص أثناء ذلك على توفير الإيقاع الذي يعزّز الغنائيّة في الديوان، وإنْ كان في بعض الأحيان يوقع الشعر في ارتباك القافية المحشورة قسرًا في غير مكانها الصحيح، لنقرأ ما يلي على سبيل المثال:
"زرعنا في بوادينا
بذور الخير والكينا" ص64
"الخير مفردة عامة تلتها مفردة الكينا الدالة على شيء مشخّص، فلماذا الكينا وليس الزيتون مثلًا؟"
وكذلك:
"في الوادي ورودٌ وأقمارٌ سيّارة
وأطفالٌ يعبثون بجدائلِ أمهاتِهم
يرضعون الصَّبرَ بهمَّةٍ جبّارة" ص70
"مفردة جبّارة لا تتلاءم مع رقّة الأطفال وعبثهم بجدائل أمهاتهم."
لكن ارتباك القافية في مواقع محدودة في الديوان لا يحجب عن الأنظار تلك اللوحات الجميلة العابقة بالجمال والشوق والأمل، وبحب الحياة وعيشها حتى الثمالة.
لنقرأ ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
"سأرسُمُكِ زهرةً من التُّوليب
تزهو على وشاحِ القمر
تُغدقينني بعطرٍ
يفوقُ كلَّ عطورِ البشر
تُعمّدينني بنورٍ
يُضيءُ ظلامي
إذا ما البدرُ ناجى
قلوبَ العاشقينَ
عند السّحر." ص81
كل التقدير للشاعرة د. روز اليوسف شعبان.
*أشواق تشرين/ شعر: د.روز اليوسف شعبان/ 157 صفحة/ دار الهدى للنشر والتوزيع2021.
من هنا وهناك
-
‘ ننتظر زخّاتك يا ربّ ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
قصة : الحق المسلوب لا بد أن يعود
-
قصيدة زجلية بعنوان ‘ إحترام المعلم ‘ - بقلم : أسماء طنوس
-
قصيدة ‘ يا المرأةُ الضوءُ ‘ - بقلم : فراس حج محمد
-
‘ جيران القمر ‘ - بقلم : أ.د. إبراهيم صبيح
-
مشاركتي في لقاء لمنتدى المتقاعدين في البعينة - بقلم : احمد الصح
-
‘ بناء البشر أهم من بناء الحجر ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
-
زجل : الحقد يقتل السلام ، بقلم: الشاعرة اسماء طنوس من المكر
-
‘ حادثٌ عرَضيّ مؤسف ‘ - بقلم : فراس حج محمد
-
قصيدة درب المطر - للشاعرة د. ميساء الصح
أرسل خبرا